رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 25 نوفمبر 2025 9:44 م توقيت القاهرة

أذل الطمع والحرص أعناق الرجال.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد أيها المسلمون ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن الطمع والجشع، والطمع سبب للذل والخنوع والتواضع لأصحاب المال والتملق لهم وطلب صحبتهم والجري في مصالحهم سواء أكانوا على حق أو على باطل، أي أنه يصبح عبدا لهم،وقديما قيل " أذل الطمع والحرص أعناق الرجال " ويكفي من مذام الطمع أنه يقتل حلاوة العبادة، وقال ابن عطاء الله، السلامة في الدين بترك الطمع في المخلوقين، وقال أيضا صاحب الطمع لا يشبع أبدا، وكثيرا ما يتطور الطمع ليصبح جشعا حقيقيا.
والجشع هو شدة الطمع في شيء أو الإفراط في الرغبة والشهوة، والجشع لشيء ما هو أسوأ الحرص عليه، والنفس الجشعة هي المحبة للكسب الساعية بلهفة إلى المال، والطامعة فيه فوق الحد والإعتدال، والإنسان الجشع هو الذي يأخذ نصيبه ويطمع في نصيب غيره، وهو طمع في غير حق، ورغبة في الحصول على أكثر مما قدر له، ويعتقد الكثير من الناس خاطئين أن السعادة في الحياة لها علاقة بزيادة الثراء المادي، والحقيقة أن زيادة الثراء لا تجلب السعادة، ولكن أيها المسلمون ماذا عن الباعث على الطمع والجشع ؟ فيقول الإمام الماوردي الباعث على الطمع والجشع شيئان، الشّره وقلة الأنفة، فلا يقنع المصاب بهذا الداء بما أوتى وإن كان كثيرا لأجل شرهه، ولا يمتنع مما منع وإن كان حقيرا لقلة أنفته، وهذه هو حال من لا يرضى لنفسه قدرا، ويرى المال أعظم خطرا.
فيرى بذل أهون الأمرين لأجلهما مغنما، وذهب بعض الربانيين إلى أن الباعث عليه هو الشك في المقدور من الأرزاق، واعلموا أن لهذه الرذيلة الاخلاقية أعراض وعلامات مذمومة تظهر على صاحبها، ويمكن معرفتها فيه من خلال تصرفاته وأفعاله من معاملات وعلاقات وغيرها، وأهم هذه العلامات هي الفرح وينتابه عند نوال مطمعه، بحيث تظهر آثار ذلك الفرح عليه، ومن المعلوم أن الفرح مالم يكن بحق فهو مذموم، ففي قصة قارون قال تعالى " إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين " وكما قال تعالى " لكيلا تأسوا علي ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور " وكما أن من الأعراض والعلامات المذمومة للطمع هو المرح ويظهر عليه أيضا عند فوزه ببغيته ومطمعه ، والمرح هو التبختر والإختيال، حيث قال تعالى.
" ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلع الجبال طولا " وكما أن من الأعراض والعلامات المذمومة للطمع هو اللجاجة، وهي التمادي، وطرق السبل المختلفة، من أجل الوصول الى المطمع، ولو أدّى ذلك الى تحمّل الذلّ والاهانة، وكما أن من الأعراض والعلامات المذمومة للطمع هو التكاثر، وهو الاكثار من المال وغيره من حطام الدنيا، وجمعه والحرص عليه، وعدم إنفاقه أو بذله في وجوه البرّ والخير، وهذا هو الآخر من مذموم الصفات ومقبوح العادات، لما فيه من إشغال النفس واللهو، وإتلاف الوقت والوقوع في المحظور الشرعي، حيث قال تعالى " ألهاكم التكاثر حتي زرتم المقابر " هذا وصلوا على الرحمة المهداة كما أمركم الله تعالى بذلك وقال النبي صلى الله عليه وسلم "من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشرا"
فاللهم صلي وسلم وبارك عليه، وارضي اللهم عن أصحابه أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين، وعنّا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
1 + 3 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.