رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 11 أغسطس 2025 11:15 م توقيت القاهرة

إثقال كاهل الشباب بالطلبات

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله وفق من شاء للإحسان وهدى، وتأذن بالمزيد لمن راح في المواساة أو غدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نرجو بها نعيما مؤبدا، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله أندى العالمين يدا وأكرمهم محتدا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أهل التراحم والاهتدا وبذل الكف والندى، ومن تبعهم بإحسان ما ليل سجى وصبح بدا، وسلم تسليما سرمدا أبدا، ثم أما بعد اعلموا يرحمكم الله أن من الأسباب المعينة علي إقتراف جريمة الزنا هو إثقال كاهل الشباب بالطلبات، فما إن يأتي الشاب للخطبة إلا وكأنه كنز وقع في أيدي أهل المخطوبة، فيطمع فيه الطامعون، ويتلقفه اللاعبون واللاهون، مع أن المهر ملك للفتاة ولا يحل لأحد كائنا من كان أن يأخذ منه شيئا ولو كان يسيرا إلا برضاها من غير قهر ولا إكراه، فتأتي الطلبات من سيارات وأراض وعقارات. 

وذهب ومجوهرات، حتى ينقل الخاطب إلى المصحات من هول تلك الطلبات، فالأب يطلب والأم تريد والاخوة ينتظرون والأقارب يتطلعون، وقد ذكر لي أحد الأخوة أن أحدهم تقدم لخطبة إحدى الفتيات فكان أن قدم له ورقة طويلة عريضة أثقل من الأثقال، وتعجز عن حملها الأفيال، فهي كثيرة الطلبات والتعقيدات، وهذا شاب آخر فرض عليه الذهب الكثير والكثير غير بقية الشروط المطلوبة، أهكذا حث الدين الحنيف في أمور الزواج ؟ أهكذا يكون تزويج البنات ؟ وإنه والله التعقيد بذاته والطمع بعينه، فالشاب ما إن يتخرج ويعمل لمدة سنة أو سنتين كي يجمع من المال ما يعف به فرجه عن الحرام، إلا ويقابل بكثرة الطلبات وزيادة المهور، فينحرف بسبب الطمع والجشع، فاتقوا الله يا من بليتم أنفسكم بحب الدنيا ومتاعها الزائل، واعلموا أنكم ستقدمون على ربكم.

فيسألكم عن تلك الأمانة الملقاة على عواتقكم والتي عجزت عنها الجبال الراسيات، والأرض والسموات فأبين أن يحملنها خوفا من عدم تحملها أو أداءها حق الأداء، ثم تحملتها أنت أيها المسكين، فاحرص أن تؤديها على أكمل وجه، وتقوم بها خير قيام وإلا فالنار النار، وكما أن من الأسباب المعينة علي إقتراف جريمة الزنا هو عدم نظر الخاطب إلى المخطوبة، وهذا حق من حقوق الخاطب أن يرى مخطوبته، كيلا يقع ما لا تحمد عقباه، فبعض الأولياء يعاند ويكابر عند هذه النقطة وكأن الشرع لم يأمر بذلك، بل لقد أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم بأن ينظر الخاطب إلى مخطوبته لأن ذلك أدعى لأن تدوم المودة والمحبة وحسن العشرة بين الزوجين، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما " رواه الترمذي. 

فالنظر سبب بإذن الله تعالى لمواصلة المودة والعشرة الحسنة بين الزوجين، أما من يمنع ذلك فقد يوقع إبنته في حرج شديد، فقد لا تروق للزوج بعد الزواج لقلة جمالها أو لعاهة فيها أو غير ذلك من الأسباب فمن ثم يقع الطلاق، وتحصل الفرقة بين الزوجين وتصبح هذه الفتاة حبيسة الجدران لا يرغب في نكاحها الشيب والشبان، ثم قد يقع ما لم يكن في الحسبان، فيكون الولي هو المتسبب في ذلك، فما أحرانا بالتمسك بالكتاب والسنة، وما أحوجنا إليهما فمن تمسك بهما لن يضل أبدا، وكما أن من الأسباب المعينة علي إقتراف جريمة الزنا هو التساهل بلباس الصغيرات، فالتساهل بلباس الفتيات الصغيرات يُطمع من في قلبه مرض فتقع الصغيرات ضحية الموضات وإهمال الآباء والأمهات فاتقوا الله يرحمكم الله.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
13 + 5 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.