رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 16 يونيو 2025 4:25 م توقيت القاهرة

السحر قرين الكفر

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله المبدئ المعيد، الفعال لما يريد، أحاط بكل شيء علما وهو على كل شيء شهيد، خلق الخلق بقدرته، وقهرهم بعزته، وهو أقرب إليهم من حبل الوريد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، بشّر وأنذر وحذر يوم الوعيد صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين بإحسان إلى يوم الدين أما بعد لقد أوصي النبي المصطفي صلي الله عليه وسلم، بالمحافظة على قراءة أذكار الصباح والمساء، لأن هذه الأذكار تحفظك من شر الإنس والجن وشر كل المخلوقات، وتحفظك من الحسد والعين، وتحصنك من الشيطان الرجيم ومكائده، وتكفيك الهم والغم في الدنيا والآخرة، وتمتعك بحفظ الله تعالي وحمايته، وتغفر ذنوبك وتزيد من حسناتك، ولذلك يقول ابن القيم رحمه الله أذكار الصباح والمساء بمثابة الدرع. 

كلما زاد ذلك الدرع سماكة لم يتأثر صاحبه، يعني كان صاحبه في أمان، بل تصل قوة الدرع أن يعود السهم فيصيب من أطلقه، فالمسلم الذي يحافظ على أذكار الصباح والمساء فهو في أمان من كل شر، كما أوصي النبي المصطفي صلي الله عليه وسلم، بقراءة سورة البقرة في البيوت، والذي لا يعرف قراءة القرآن، فلا بأس بتشغيل الجهاز لتلاوتها في المنزل، وقراءة آية الكرسي وأواخر البقرة والمعوذات، قبل أن تنام توضأ ونم على شقك الأيمن وأقرأ آية الكرسي، وكذلك قراءة الآيتين من اخر سورة البقرة، فعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه " ومعنى كفتاه، قال أهل العلم كفتاه عن قيام الليل وقال آخرون كفتاه شر كل شيء شر الشيطان، وشر الجن، والإنس في ليلته.

وكذلك قراءة سورة الاخلاص والمعوذتين، وتأملوا في كلامه صلى الله عليه وسلم عندما يقول " تكفيك من كل شيء " وهذا اللفظ عام، يعني تكفيك من كل مخاطر تخطر على بالك من هموم نفسية، وأخطار بدنية، ومن كل شيء يخافه ويخشاه، وكما أوصي النبي المصطفي صلي الله عليه وسلم، قراءة الأدعية النبوية ومنها قول بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن من قالها ثلاث مرات لم يضره شيء، وقول أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق" ثلاث مرات، فإنه السحر قرين الكفر، وناقض من نواقض الإسلام من تعاطاه أو عمل به فهو كافر بالله تعالي، وخالد مخلد في نار جهنم، فقال الله تعالى. 

" واتبعوا ما تتلوا الشيطان على ملك سليمان، وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا، يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت، وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر" ولقد أخبرنا الله تعالى في هذه الآية الكريمة أن الذي يعلم الساحر السحر، إنما هم الشياطين ولا يتمكن الساحر من ذلك حتى يكفرَ بالله العظيم ويستعينَ بالشياطين من دون الله عز وجل، وقد تواتر النقل بالإستقراء، والتجربة والمشاهدة، في إثبات العلاقة والعبودية بين السحرة والشياطين، فالسحرة يتقربون للشياطين بما تحبه من أعمال شركية وأكل للخبائث والمحرمات وتقرب بالنجاسات ووقوع في الموبقات، فإذا اجتاز الساحر هذا الإمتحان أعانته الشياطين على أعماله الفاجرة.

إذن الساحر كافر ومحارب لله ورسوله، ولهذا كان حده ضربة بالسيف، وقد أخبر الله سبحانه وتعالى في الآية أن السحر قد يؤثر ويضر، ولكن إذا شاء الله، وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
1 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.