رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 1 نوفمبر 2025 7:44 ص توقيت القاهرة

حين يتكلم الصمت عن الأمل.. بقلم نشأت البسيوني

في لحظات الصمت حين يخفت كل صوت حولنا ولا يبقى سوى أنين القلب ونبض الذاكرة هناك يبدأ الأمل في الكلام فالأمل لا يحتاج ضجيجا ليسمع يكفي أن تصغي إليه من أعماقك لتجد أنه ما زال حيا يرفض أن يموت مهما تكاثرت خيبات الأمس كم مرة جلست وحدك تتأمل السقف لا تتحدث لا تبتسم فقط تفكر ثم فجأة وسط هذا السكون شعرت بشيء دافئ ينهض في صدرك كأن قلبك يقول لك ما زلت هنا لا تستسلم ذلك الصوت الصامت يا صديقي هو صوت الحياة ذاتها هو الإشارة الخفية التي يرسلها الله إلى الذين تعبوا كي لا ييأسوا وكي ينهضوا من جديد إن الأمل لا يعلن عن نفسه بصوت عال بل يمر خفيفا كنسمة في ليلة حارة كابتسامة من طفل صغير كدعوة من أم رفعت يديها للسماء هو الشيء الوحيد الذي لا يمكن للزمن أن يسرقه ولا للحزن أن يقتله لأنه من نبع سماوي صاف لا يجف أبدا حين يصمت كل من حولك لا تظن أن العالم قد تخلى عنك فربما يريد الله أن يسمعك صوتك الداخلي ليذكرك أنك أقوى مما تتصور الصمت يا صديقي ليس فراغا بل ساحة عظيمة يلتقي فيها الإنسان بنفسه ويكتشف أنه رغم كل ما مر به ما زال قادرا على الابتسام وما زال في قلبه مكان للحلم تأمل الغروب حين تبتلع الشمس الأفق وتختفي يظن البعض أنها رحلت للأبد لكنها في الحقيقة ذهبت لتستريح قليلا ثم تعود في الصباح أقوى وأكثر إشراقا وهكذا أنت قد تغيب لحظة قد تضعف قد تذرف دمعة لكنك تعود من جديد لأن داخلك شمسا لا تعرف الغروب كم من مرة سقطت ونهضت وتوقعت أن تنكسر ثم وجدت نفسك تبتسم لأنك لم تنكسر ذلك هو الأمل الحقيقي أن تهزم عشر مرات وتؤمن في الحادية عشرة أنك ستنتصر أن تبكي اليوم وتضحك غدا لأنك صدقت أن الله لا يترك من أحسن الظن به في زمن صاخب امتلأ بالصوت والضوضاء يصبح الصمت نعمة لأنه يتيح لك أن تسمع صوت نفسك بوضوح ذلك الصوت الذي يقول أنا ما زلت أؤمن بالغد فليكن صمتك قوة لا ضعفا ولتكن وحدتك بداية لا نهاية فكل طريق مظلم يبدأ بخطوة واحدة نحو الضوء يا صديقي تذكر دائما الصمت لا يعني النهاية بل هو فاصل موسيقي في أغنية الحياة والأمل ليس وعدا من الناس بل عهد بينك وبين ربك أن لا تترك يدك من يده مهما عصفت بك الأيام فحين يتكلم الصمت استمع لأن كلماته لا تقال بحروف بل تقال بنبض صادق يشبه الدعاء وفي كل نبضة وفي كل تنهيدة رسالة خفية تقول لك ما دام فيك نفس ففيك حياة وما دامت فيك حياة ففيك أمل

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
3 + 14 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.