رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 27 أغسطس 2025 2:14 م توقيت القاهرة

سبب في خسران العلاقة مع الله تعالى

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله على كل حال وأشهد أن لا إله إلا الله، وأصلي على محمد والآل وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ما ترك خيرا إلا دلنا عليه، ولا شرا إلا حذرنا منه، أما بعد إن من الأمورر الخطيرة التي وصلنا إليها اليوم هو الزنا الإلكتروني، حيث أنه إنتشر بسرعة فائقة سرعة النار في الهشيم، ويقول أحمد الذي يبلغ من العمر خمسون عاما إنه إعتاد على التجول في مواقع الشات، وإنحرف مع بعض النساء الشاذات من جميع الجنسيات إلى أن ضبطته زوجته بالمصادفة عاريا أمام جهاز الكمبيوتر يدير مع إحدى عشيقاته محادثة خادشة للحياء، ويؤكد أن زوجته لم تصدق أن ما قرأته صادر عن زوجها ووالد أطفالها الثلاثة، ووجدت أن كل ما افتقدته معه قد مارسه هو مع عشيقاته، مشيرا إلى أنه خضع لاحقا لجلسات العلاج النفسي. 

بعد تهديد الزوجة بطلب الطلاق منه، وقائمة الأمثلة من هذه الأمور تطول، وينبغي علينا جميعا التحذير من تلك الفاحشة والجريمة الكبري وهي جريمة الزنا الإلكتروني حيث يوجد لها أضرار وأخطار بالغه، ولعل أبرز أخطار الزنا الإلكتروني، والذي يبدأ عادة بالميل للقاء والتعارف بقصد الزواج، أو تبادل الأفكار، وتحت أسماء مستعارة، ومعلومات مفتراة وهكذا، هو أن كثيرا من المراهقين أصبحوا مدمنين له من عمر السادسة عشر سنة، وأن أكثر ما يهدد المراهق هو سهولة وصوله إلى كمية هائلة من المواد الجنسية بأنواعها المختلفة، وتعرفه على أنواع الشذوذ الجنسي التي لم يكن يعرفها من قبل، ومقابلته أشخاصا يشجعون أنواعا مختلفة من الإنحراف الجنسي، مثل جنس المحارم، والجنس المثلي، والجنس مع الحيوانات. 

يتواصل مع فئة لا تعرف الفضيلة ولا معانيها، بل تشجع الإنحراف والمنحرفين، وكما أن من أخطار الزنا الإلكتروني هو الإكتئاب، وذلك بسبب إختفاء الشريك الجنسي الإلكتروني الذي قد يوجد في أي مكان آخر في العالم بسبب دخول فيروس بجهازه الحاسوبي مثلا أو ألغى عنوان الشخص، أو الحظر، أو حتى بسبب الهجر، أو تعرفه على شخص مختلف، أو أي سبب آخر، وأضيف إلى الاكتئاب جيش من الأمراض النفسية، والتي تتحول إلى عضوية مزمنة، عصيّة على العلاج غالبا، وتعترف بعض النساء بعدم الشعور بمتعة جنسية مع الزوج، بينما وجدنها فقط عند ممارسة العرض الجنسي لجسدهن على الهواء مباشرة عن طريق بعض المواقع، أو من خلال ممارسة الزنا الجماعي الإفتراضي، وكذلك الحياة الزوجية للرجل ليست أحسن حالا. 

فغالبا ما يفقد حرارة اللقاء مع زوجته، وبهجة الحوار، والحديث مع أسرته، وكما أن من أخطار الزنا الإلكتروني هو الإبتزاز المالي، وخسارة المنصب والمكانة الإجتماعية، والإستدراج للزنا الحقيقي تحت ضغط إباحة ونشر الصور والأسرار الخاصة، وتدمير بيوت الزوجية، وخسران العلاقة مع الله تعالى، ولعلها أكبر خطر، لمن كان حي القلب أو ألقى السمع وهو شهيد، وأن هناك عوامل عديدة تجعل النساء والرجال يتجهون لممارسة الزنا الإلكتروني، وهذه اللوثة الآثمة، ولا نريد إستقراء الأسباب والدوافع جميعها، بل نشير لأبرزها حيث يشكل عدم الإستقرار العاطفي، والعنف الجسدي أو اللفظي، والخلط بين العرف والمبادئ عند الزواج إلى فقدان المرأة لرأيها، واتجاهها للخيانة، فتتخذ من ذلك سببا للميل إلى الزنا الإلكتروني.

وأن أهم ما يشجع المراهقة على التحدث والإستعراض العاري لجسدها هو شعورها بالغربة في عالمها الحقيقي، والعزلة العميقة، ورفض الأهل والأقارب والمجتمع لها ولأفكارها، وهذا يبرز دور الوالدين والأم خصوصا بفتح قنوات الحوار مع الفتاة في البيت، وتحسس همومها ومشاكلها، والقضاء على إحساسِها بالغربة هذه، وتقوية الوازع الديني لديها، وكما أن من الأسباب المؤدية لذلك هو التربية غير السوية في المنزل، أو التعرض لموقف تربوي خاطئ من أحد المعلمين، أو إحدى المعلمات، أو كون الوالدين نموذجا غير صالح للأبناء، وكذلك التفكك العائلي، وانفصال الزوجين، وأصحاب وصويحبات السوء، والإستهواء عند الشباب والبنات في الفترة المحرجة من أعمارهم وغير ذلك.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
14 + 1 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.