رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 8 أكتوبر 2025 10:18 م توقيت القاهرة

التفكر والتأمل في آيات الله الكونية.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد فاتقوا الله عباد الله تفلحوا في الدنيا والآخرة، ثم أما بعد إن المسلم مأمور بأن يتفكر في آيات الله الكونية، وقد ندب الله تعالي إلى التفكر في آياته، وكما ذم الله تعالي من لا يتفكر فيها ولا يعبأ بها، ومن آيات الله سبحانه وتعالي هي الريح والرياح، وقال الإمام السعدي رحمه الله في تفسير قوله تعالى " وتصريف الرياح " أي تكون باردة وحارة، وجنوبا وشمالا وشرقا ودبورا وبين ذلك، وتارة تثير السحاب، وتارة تؤلف بينه، وتارة تلقحه، وتارة تدره، وتارة تمزقه وتزيل ضرره، وتارة تكون رحمة.
وتارة ترسل بالعذاب، فتصريفها هو تقلبها بين هذه الأمور، ولقد ذكر الله تعالى لنا شيئا من فوائد هذه الآية الكونية، ومن ذلك هو نقل السحاب إلى الأرض الميتة، ومن طرق سوق الماء هو نقل الريح للسحاب، وأيضا تلقيح النبات، وتلقيح النبات بالعوامل الطبيعية يكون بواسطة الحشرات، والطيور، وبواسطة المياه وبواسطة الريح وهو ما يسمى بالتلقيح الريحي، والتلقيح الريحي ضروري في عملية الإخصاب، وخصوصا للنباتات التي لا تنجذب إليها الحشرات، فتنقل الريح حبيبات اللقاح، من العناصر الذكورية في النبات إلى العناصر الأنثوية، فيتم الإخصاب بإذن الله تعالي، وكما أن من فوائد الرياح تحريك السفن، فإنه حتى السفن التي تعمل بالمحركات والوقود، لابد من وجود الهواء حتى تتم عملية إحتراق الوقود، ولا يمكن لهذه الأجهزة أن تعمل بكفاءة إلا بهواء التبريد.
ولا زالت هذه الأنواع من الفلك التي تجريها الرياح مسخرة للبشر، فتبقى منة الله في الآية باقية ما بقي الليل والنهار، وكما أن من فوائد الرياح أنها تضفي على النفوس فرحا وسرورا، فالرياح من الآيات التي تدخل السرور على النفس، ويستبشر بها، وكما أن الريح اليوم تعد مصدرا من مصادر الطاقة، فطواحين الهواء إستمدت فكرتها من هذه الآية الربانية الكونية، ونجد في القرآن ريحا ورياحا، فما هو الفرق بينهما؟ وهو أن الريح قد تكون رحمة، وقد تكون عذابا، أما الرياح فلا تكون إلا خيرا ورحمة، وإن هناك بعض الأحكام المهمة التي تتعلق بالرياح، لابد للمسلم من أن يكون على إلمام بها، وهو أنه إذا عصفت الريح ينبغي عليه أن يردد أذكار النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه لا يجوز سب الريح، وكان نبينا صلى الله عليه وسلم إذا لاحت الريح في الأفق يعرف ذلك في وجهه.
ولكن هل يجوز التخلف عن صلاة الجماعة بسبب الريح الشديدة؟ والجواب هو أنه إذا إشتدت وعجز الإنسان عن إتيان المسجد فلا واجب مع العجز، وإذا أراد المؤذن أن يرفع النداء وكانت الريح عاصفة فالسنة أن يجعل بدلا عن الحيعلتين قوله صلوا في بيوتكم، وإذا اجتمع الناس في المسجد فإشتدت الريح فلهم أن يجمعوا بين الصلاتين، المغرب والعشاء، أو الظهر والعصر، ففي حديث النبي صلي الله عليه وسلم دليل على الجمع إذا كان الحرج والعذر، وكما ينهى عن التبول عكس الريح، وأن الريح من جند الله، يعز الله بها أولياءه، ويذل بها أعداءه، وأكرم الله تعالى بها نبيين كريمين، أكرم بها نبي الله سليمان عليه السلام، ذلك لأن الله سخر له الخيل، فلما شغلته تخلص منها، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، فكان العوض من الله الريح، أي تطيعه حيث أراد، وكما نصر بها نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
8 + 3 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.