رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 20 يونيو 2025 2:36 ص توقيت القاهرة

عماد عبد الحميد سالم يكتب: هل تذكّرتم الآن… كيف يكون الخوف حين تسقط جدران المستشفيات؟

بقلم: عماد عبدالحميد سالم

هل تذكّرتم الآن كيف يكون الخوف حين تتهشم جدران المستشفيات؟

هل شعرتم للحظة بما يعنيه أن تكون على سرير ألم لا تدري إن كان سقفك سينهار أم سينقذك أحد؟

هل عرفتم طعم الرعب الصامت حين تنطفئ أجهزة الإنعاش فجأة، ليس لانقطاع الكهرباء، بل لانفجار قذيفة؟

لقد دوى الانفجار في مستشفى بتل أبيب، فانكشفت هشاشتكم،وبدا وجعكم طريًا هشًا أمام ذاكرة شعوب سُحقت داخل أروقة الموت التي سمّيتموها زورًا "أهدافًا عسكرية".

ارتفع صراخ إعلامكم، تباكيتم، حشدتم الإدانات، وكأن مستشفى واحدًا يُقصف لأول مرة في التاريخ!

نذكّركم: في غزة وحدها، عشرات المستشفيات دُمّرت فوق من فيها،
أطباء قُتلوا وهم في غرف العمليات، مرضى ماتوا على طاولات الغسيل،
وأطفال خُنقوا في الحاضنات لأنكم قررتم أن الوقود "تهديد أمني".

سنوات وأنتم تبيدون حياةً كاملة تحت اسم الدفاع،
والآن فقط… عندما ارتجّ سريركم الأبيض، أعلنتم حالة الطوارئ!
هل رأيتم كيف يبدو الليل حين يكون مظلمًا على مريض لا كهرباء له؟
هل شعرتم بكيف يُغلق باب العناية المركزة بلا رجعة؟

هذه ليست شماتة… هذه عدالة تأخرت كثيرًا.
السرير الذي تهشّم عندكم اليوم، كان يومًا ما سريرًا في مستشفى الشفاء، أو المقاصد، أو كمال عدوان.
هذه الضربة لم تكن مجرد قذيفة، بل كانت ارتدادًا طبيعيًا لكل دعاء أمٍ فقدت طفلها أمام عينيها في غرفة طوارئ بلا أبواب.

نحن لا نحتفل بالدم… لكننا نحفظ ذاكرته جيدًا.
ولأنكم لم تحترموا يومًا قدسية المشفى ولا حرمة المريض،
فلا تلوموا القدر حين يعيد ترتيب المعادلة.

لقد عادت الصرخة من تحت الركام، وبلغتكم بلغة لا تحتاج إلى ترجمة:
ما شعرتُم به اليوم… هو عيّنة صغيرة من سنوات الوجع التي نزفناها بلا صوت.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
8 + 1 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.